قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
قال العلماء : المعنى الأول
أن الله سبحانه وتعالى يُلقي في قلب الناس جميعاً مَحَبَةَ المؤمن ..
يُنَادى له في الكون : أنا نحبه فيسمع مَن في الكون أمر مُحِبنا
* * *
وبعضهم يقول : إن المودَّة هنا تعني تحقيق ما يحب ، فكل مؤمنٍ يحب أن يلقى الله ، يحب أن يدخل الجنة ، يحب رضوان الله ، الله سبحانه وتعالى سيؤتيه سُؤْلَهُ ، والمعنى الثالث :
أيْ أنَّ هذه المودة بين الله وبين المؤمنين أثمن ما في الوجود ،
فالمودة مطلقةٌ ؛ إما أنها بينك وبين الناس ، وإما أنها بينك وبين الله سبحانه ، فالله عزَّ وجل يجعلُ قلوب الناس تهفو إليك ، يحبونك ويعجبون لهذه المحبة ، لأن الله عزَّ وجل تجلَّى عليك ، فجعل القلوب تهفو إليك ، أنت كمؤمن هكذا يحبك الناس ، ومن علامة صدق إيمانك محبَّة الناس لك ، ومن علامة النفاق بُغض الناس لك ، علامة الإخلاص محبة الناس ، ألسنة الخلق أقلام الحق ، إذاً :
وأما المعنى الثاني
فالمودة بينك وبين الله، ففي الحديث القدسي :
((وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ، والمتجالسين فيَّ ، والمتبادلين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتحابون فيَّ جلالي على منابر من نور يغبطهم عليها النبيون يوم القيامة))
( أحمد )
وخلاصة المعنى الثاني أن الذي ترغبه وتحبه فإنّ الله سبحانه وتعالى سيؤتيك إياه ..
﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
هذا الذي أحبوه سيجعله لهم ، سيقَدره لهم ، سيكافئهم به .
والمعنى الثالث :
هو أنك إذا كنت في طاعة الله ، وعبَدَّتَهُ حق العبادة يدنيك منه يدافع الله عنك ، تشعر بهذه المودة ..