عزيزى الفنان محمد صبحى بالنيابة عن ملايين الآباء والأمهات أشكرك على حلقتك الثانية من برنامجك " مفيش مشكلة خالص" التي تطرقت فيها إلى مشكلة التعليم , لقد قمت بتشخيص المرض وحاولت الوصول إلى علاج , لكن يبدو أن الحالة ميئوس منها , ولا أمل في الشفاء لان المرض أصبح مثل السرطان انتشر واستفحل ويصعب محاصرته وأهمل لفترة طويلة وأصبح العلاج تحصيل حاصل.
لقد بدأت الحلقة بسوال الحاضرين في المسرح عدة أسئلة ومنهم شباب كثر وخريجي جامعات , بالرغم من سهولة الأسئلة التي لم يستطيع معظم الحاضرين الإجابة عنها , أظهرت مدى الجهل وعدم المعرفة من قبل خريجى الجامعات . واظهرت سطحية التعليم وان الغرض منه هو اجتياز الامتحانات والنجاح دون فهم او ترك بصمة ومعلومة يتذكرها الطلاب طول حياتهم , والاستفادة منها , المنهج أصبح للصم دون الفهم من كثرة الحشو ,والعرضة للنسيان بعد انتهاء موسم الامتحانات, كما عكس صورة غائبة عن الأذهان ألا وهى الثقافة والقراءة عن ابسط المعلومات سواء أكانت معلومات دينية أو تاريخية.
قمت بطرح أسئلة عديدة تحتاج إلى إجابات ,ما هى أسباب (بوظان) التعليم في مصر؟ هل يوجد حلول لإصلاح هذا الأمر؟ وقلت أن التجربة أم الاختراع.
عرضت صور لرواد التعليم فى مصر , بدا من على باشا مبارك رائد تعليم الفتيات فى مصر , محمود سامى البارودى باشا رب السيف والقلم , سعد زغلول زعيم ثورة 1919, احمد لطفى السيد ,محمد حسين هيكل , عبد الرازق السنهورى مؤسس جامعة الإسكندرية وجامعة محمد على , عميد الأدب العربي طه حسين الذى قال ان التعليم كالماء والهواء, حتى محمد على بك الكبير الذي أسس أعظم نهضة إدارية بمصر وبالرغم من عدم تعلمه إلا انه اهتم بالتعليم لعمل ثورة إصلاح.
أشخاص كثيرة تولت هذا المنصب ولا نذكر أسماؤهم , وكانوا دون التخصص منهم المحامى وطبيب الأطفال ومدرس الألعاب وأصبح المنصب فعلا مجرد وظيفة إدارية وتتلخص الانجازات في واحد يشيل سنة سادسة ابتدائي وواحد يرجعها , واحد يعمل الثانوية العامة سنتين وواحد يرجعها سنة واحدة , علمى ولا ادبى,يعنى يا سادة يا كرام أحنا شعب بيتلعب بيه الكرة وأصبحنا فئران تجارب .
اين الحلول يا سادة للنهوض بمنظومة التعليم , كل من يجلس على هذا الكرسى يطرح احلام وردية دون التنفيذ , اين تطوير الكتاب المدرسي , حتى لا نلجأ للكتب الخارجية وللدروس , لماذا لاتستعينوا بمولفين الكتب الخارجية لكى يطور الكتاب المدرسى ويصبح الكتاب المدرسى مثل الكتاب الخارجى شامل كل شىء حتى توفر على الإباء تكلفة النفقات الزائدة, اين تدريب المعلمين ليصبحوا على اعلي مستوى من الكفاءة, أين عصر الشرفاء والنبلاء , ألا تعلمون أن أردت امة النهوض بنفسها تبدأ من التعليم والصحة .
لكن هيهات يبدو أن التعليم أخر حاجة يفكر فيه المسئولين , فنحن كما قال الفنان صبحى تعلمنا من الدراسة أن الأدب مكانه فى النصوص وليس فى الأخلاق , التلميذ مبتدأ لأنه هو الذي تبدأ بيه الحكاية وغالبا بيكون هو المفعول بيه والذي يطبق عليه الحدث, الفاعل وزارة التربية والتعليم , المنهج لا محل له من الإعراب ,المدرسة اسم مكان متهالك وأهل الطلبة ضمير مستتر المدرس محل نصب أو كسر, التنسيق فعل مدمر شامل.
لقد وضعت يدك على الجرح وضغطت بكل قوتك وحاولت انقاذ المريض ولكن للأسف المريض منتهى الصلاحية ومات اكلينيكا ومنتظر تشيعها إلى مثواها الأخير , ألا أن أرادة الله فوق كل شيء. " لنا الله من قبل ومن بعد "